إبتسامة في منفي الأحزان....!!!!

كلما ابتسمت ، أو وصلت الابتسامة إلى مرحلة الضحك ، والفرح لأي موقف أو حادثة تدعو للفرح أشعر أن هذا الفرح المؤقت ليس من حقي. ...أشعر بذلك الشعور الخفي ، وكأني ارتكبت ذنبا ، وضميري يؤنبني عليه. ...نعم لقد وصلنا إلى هنا أصبحنا نخشى لحظات الفرح العابرة لأننا نخافها ، ونخاف أن ندفع ضريبتها لاحقا بلحظات أخرى قاسية ، وبدموع لا تتوقف. ..دوما يقولون لي إبتسم انسى ، واغتنم اللحظة ، فأبتسم تلك الابتسامة الباردة ، وأقول في سري هل حقا أستطيع ، أو أقوى على ذلك كيف أبتسم ، وهناك من يعتصرون الألم ، ويذرفون الدموع ليل نهار ،،،،كيف أنام بدفئ ، وهناك من يفترشون جليد الأرض ، ويلتحفون السماء ،،،،كيف أستمتع بوقتي ، وهناك من يبتلعهم الوقت ، وتمزقهم عقارب الساعات المتوقفة. ..في الأمس تساقط الثلج ، فشعرت بذلك البياض والنقاء ابتسمت للسماء ، فرحت لفرح الأطفال الذين أنساهم الثلج برودة أقدامهم ، وجفاف قلوبهم الصدئة من مرارة هذه الأيام ،،،،حاولت تقليدهم حاولت أن أنسى ، وأسرق لحظة فرح لكني اليوم عندما استيقظت صباحا متثاقلا أحسست ، وكأن العيد انتهى ، وعدت إلى ما كنت عليه. ......
لقد أصبحنا مرغمين على احتساء الألم ، وابتلاع أصواتنا ، والصمت بحضرة هذه الأيام. ...لقد فقدنا الكثير من أرواحنا حتى طريق العودة إلى ما كنا عليه ضيعناه ، وضيعنا ، وربما الآتي أسوء ، فلا الرحيل ينسينا ، ولا البقاء يشفينا ، لا الحياة تقبلنا ، ولا الموت يأتي فيريحنا. .ربما لم يبق لنا إلا الدعاء ، والأمل بأن للعمر بقية ، وأن الله وحده القادر على تعويضنا عن كل ما ذقناه ، ونذوقه على هذه الأرض القاسية. ....

-------====--------====---------
د/ ثوبان محمّد عبدالرحمن الدرديري....
(البحر الحزين)

مزيد من الابداع يا دكتور
فبأمثالك يرتقي منتدانا
لا حرمنا من جديدك