لا أظن أن كتابة الأحرف تتوقف عندما تسترجع الأيام ذاكرتها التي مضى عليها نصف العقد من الزمان..,. أنها ذكرى أفحمت الحروف النائية الاّ تتوقف عن الكتابة حتى ولو لم يندمل جرحها....
أنها ذاكرة الأيام الخالدة التي قضيناها في توتيل,,, حيث توتيل الجبل والمنبع لأهل الشرق... والمنبع السياحي الترفيهي المضمّخ بالمناظر الخلاّبة للسيح وعشاق الجمال... وكذلك المعلم البارز لولاية المبدع الحلنقي...
توتيل...... حيث كنا مع الأصدقاء و الأحبة... وكانو معنا... ولكننا اليوم نجتمع ونلتقي في نفس المنبع...لنجدد الأيّام الخالدة وذكراها النديّة التي قضيناها معآ قبل أن يفرقنا القدر... فتوتيل هو دوحة نأوي أليها من هجير الأحزان والآهات وكما كان منبعآ يجثّ مشاعرنا ويحييها عندما نصاب بحمّى الأنتظار..
نعم... لقد كان توتيل كذلك ,, وسيكون ألى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
كما زاد تيرمومتر أفراحنا عودة أخي الشاعر محمود (ود الشرق( من الخليج بعد أن قضى خمس سنوات في دولة الأمارات العربيّة المتحدة,,,, وعانى فيها من آلام الغربة القاسية.
فمرحبآ بالأصدقاء والأحبّة ... حللتم في أرضكم أهلآ.. ونزلتم في منبعكم سهلآ.. فأنتم اليوم في داركم ومقصدكم ...أنه توتيل...
حيث توتيل الجبل...والمنبع...والقصيد
قف يازماني برهة وقليلا ** فاليوم بالذكرى نودّ مقيلا
وأسقي الأحبّة من غدير هادر **من منبع,,والنبع في توتيلا
فهو النضار لو نشقت وروده **وهو الجمال وألف..ألف جميلا
وكذا الربيع بنسمه وظلاله **بشرى..بروض عابق وظليلا
ثم الملاذ لأنفس محتارة **وهو الخليل لمن أراد خليلا
توتيل أنت الحلم كم راودتنا **أيّآ ذهبنا خارجآ ودخيلا
فأفرد شموخك باسمآ ومرحبآ **بأبن الشرق الشاعر القنديلا
فاليوم عاد بلهفة متشوقآ **من غربة وسط الخليج طويلا
وتزفه أفراحه أشواقه **من طول هجر قاسييّ وثقيلا
ليعيد ذكرانا الجميله موشحآ **لنبعك الميمون يا توتيلا
لكن نبعك أن ذكرت فضاله **ما بالوشاح نردّها كجزيلا
فهو الشعور لمن أراد كتابة **شعرآ نسيقآ هادئآ كالنيلا
وأما المحاسن عدّها متفوق **كل الذي ما قد كتبت وقيلا
نفحاتك البيضاء كم نهواها **لتعطر الذكرى لأبعد جيلا
فنسمت فينا مذهبآ أهاتنا **وشفيت بالنسمات ألف عليلا
أنّا نحبّك والجميع يحبّك **يا منبعآ عذبآ دعى توتيلا
*************************
ثوبان محمد عبد الرحمن الدرديري
البحر الحزين...
كسلا ---29/7/2009م